انتصف الليل
انتـصف اللّـيـلُ ومَــلءُ الظُّــلمــةِ أمــطــارُ
وســكونٌ رطْــبٌ يـصـرُخُ فـيه الإعــصــارُ
الشـــارعُ مهــجـورٌ تُـعــولُ فـيه الـــريـــحُ
تتـــــوجَّـعُ أعـمــدةٌ وتَنــوحُ مـصـــابـيـــحُ
وَتَظَــلُّ الطــفلَــةُ راعـشــةً حتـى الفـجــــرِ
حتـى يَخْــبو الإعصـــارُ ولا أحــدٌ يــــــدْري
في مُنْـعَـطَفِ الشـــارعِ في رُكْــنٍ مقْــرورِ
ظَمــأى, ظَمــأى للنــومِ ولكــنْ لا نـــومــا
ماذا تنْسـى؟! البـردَ؟! الجــوعَ؟! أم الحُمّـى؟
ضـمَّــتْ كَـفَّيْهـا في جـــزعِ, فـي إعـيــــــاءِ
وتـوسّـــدتِ الأرضَ الــرطبــةَ دون غـطــاءِ
والنــاسُ قنــاعٌ مصْـطنـع اللــون كـــذوبُ
خـلف وداعــته اختبـــأ الحـقــدُ المشــبوبُ
والمجـتـمعُ البشــري صريـعُ رؤى وكـؤوس
والـرحـمة تبــقى لفــظاً تقــراُ في القـامــوس